يتساءل غالبية الطلاب الدوليين حول صعوبات الدراسة في تركيا وكيفية التغلب عليها، ولا سيما أن تركيا تعتبر دولة تجمع بين حداثة الغرب وتقاليد الشرق العريقة، وتعد قبلة للآلاف من الطلاب الدوليين الذين تجذبهم إليها بقوة مناهجها التعليمية واحتلالها مكانة لا يستهان بها ضمن قائمة أفضل الجامعات على مستوى العالم، لذا ستقدم لكم سكاي لاين التعليمية في هذا المقال أهم التفاصيل عن صعوبات الدراسة في تركيا وكيفية التغلب عليها، حتى يمكنكم الاندماج ضمن مجتمع قد يختلف عن العادات والقيم التي نشأتم عليها، كما سنذكر لكم أهم ميزات الدراسة في الجامعات التركية.
نتمنى لكم قراءة ممتعة.
ما هي صعوبات الدراسة في تركيا وكيف نتغلب عليها؟
لا بد أن انتقال الطلاب الأجانب إلى تركيا بهدف الدراسة أمر يفرض عليهم توقع عدد من الصعوبات التي ستواجههم أثناء فترة تواجدهم في تركيا لإنهاء دراستهم الجامعية، إليكم قائمة بأبرز صعوبات الدراسة في تركيا وكيف يمكن التغلب عليها:
-
اللغة و صعوبة التواصل
تعتبر اللغة التركية هي اللغة السائدة خارج الحرم الجامعي، لذا قد تجد صعوبة في البداية عند تعلم اللغة التركية على اعتبارها لغة تختلف كلياً عن لغتكم الأم، لكن بمرور الوقت ستتأقلمون مع هذا الوضع، ولا سيما أن أكثر من 25% من اللغة التركية هي قريبة من اللغة العربية، بالإضافة إلى أنكم ستكتسبون بعض الكلمات بشكل سريع خلال أول أسبوعين أو أقل، مما سيساعدكم بشكل كبير في الحياة اليومية وذلك من خلال الأصدقاء المتواجدين في الجامعة أو السكن.
يتوجب على الطلاب من اللحظة الأولى لوصولهم إلى تركيا تجنب الشعور بالإحباط أو الخوف، لأن مسألة الانخراط ضمن المجتمع التركي قد تتطلب بعض الوقت والجهد الإضافي منهم لإتقان التحدث باللغة التركية.
علاوة على ذلك قد يجد بعض الطلاب صعوبة في إتقان اللغة الإنجليزية، وخاصة الراغبين منهم في الدراسة بجامعة تركية، تدرس مناهجها باللغة الإنجليزية والتي تعتبر اللغة الأكثر استخداماً في العديد من الدول في العالم، ويتوجب على الطالب إتقانها لاستيعاب المنهاج الدراسي ويسهل على نفسه الاندماج بالمجتمع الذي يحيط به.
كما يستطيع الطالب الالتحاق بمعاهد خاصة بتعليم اللغة الإنجليزية في تركيا، ومن الأفضل له الالتحاق بفصل دراسي خاص باللغة بالتزامن مع الدراسة في الجامعة.
-
الانغلاق والوحدة
إن الشعور بالوحدة والاختلاف هو أمر طبيعي يصادف الطلاب فور وصولهم إلى تركيا، ولا سيما إن كانوا لا يمتلكون أي تجارب سفر سابقة خاضوها بمفردهم، لكن وبمجرد الاندماج بالحياة الدراسية والتعرف على أشخاص جدد من مختلف الدول العربية والأوروبية سيشعر الطالب أن الأمر بات أفضل مما كان عليه.
كما أنه من الطبيعي أن يتعرض غالبية الطلاب في الفترة الأولى من الدراسة بتركيا للصدمة الثقافية، والتي تجعلهم يعانون من الانطواء و الوحدة نتيجة عدم القدرة على الاندماج مع زملائهم، وذلك يعود إلى اختلاف الثقافات والعادات التي اعتادوا عليها، وبالإمكان التغلب على هذه المشكلة شرط التمتع بالمرونة وتنمية المهارات الاجتماعية التي ستساعد على التقبل و الاندماج معهم، مع المحافظة على المبادئ والقيم التي نشأ الطالب عليها.
يجدر بالذكر أن تركيا تعد دولة احتضنت الآلاف من الطلاب الدوليين من مختلف الدول والثقافات والأديان، واهتمت بشؤونهم وهيأت لهم الأجواء المناسبة للدراسة، وقدمت لهم في سبيل ذلك كل ما يحتاجونه لإنجاز الفروض والأبحاث طيلة رحلتهم الدراسية في تركيا.
-
الإقامة
من أبرز صعوبات الدراسة في تركيا أمور الإقامة والبحث عن سكن مناسب للطلاب، وهو أمر يبعث القلق والحيرة في نفوس الطلاب الدوليين، ولا سيما أن تركيا توفر أنواع مختلفة من السكن الطلابي، فمنها الحكومي ومنها الخاص الذي يسمح للطلاب بالإقامة مع الأصدقاء، كما يمكنك التغلب على هذه المشكلة عبر الاستعلام لدى المكاتب التي تقدم الخدمات الطلابية المتنوعة.
لا تعتبر الإقامة بشكل عام من صعوبات الدراسة في تركيا إلا أنها في البداية كإجراءات قانونية تعتبر مزعجة نوعاً ما للطالب القادم حديثاً، ولكن فيما بعد ومع مرور الوقت تصبح هذه الإجراءات روتينية ويعتاد عليها الطالب.
-
تكاليف المعيشة والمشاكل المادية
على الرغم من تكاليف المعيشة المنخفضة في تركيا بالمقارنة مع غيرها من الدول الأوروبية، إلا أن العديد من الطلاب الأجانب يعانون من المشاكل المادية التي تؤثر على نجاحهم وتفوقهم الدراسي، وهذا يرجع إلى عدم خبرتهم في التدبير وتحديد الأولويات المادية، لذا يُنصح الطلاب في بداية كل شهر بضرورة تحديد أولوياتهم من الطعام والشراب والاحتياجات التي تتعلق بالدراسة الجامعية من كتب ومستلزمات، كما يجب عليهم وضع جدول لمصاريفهم اليومية والاحتياجات الفرعية أيضاً، والتي قد تشمل الرحلات الترفيهية والسهرات مع الأصدقاء، وهنا يتم تحديد ميزانية لكل بند من تلك البنود حتى يستطيع الطلاب تجنب المشاكل المادية الناتجة عن سوء التدبير.
اقرأ أيضاً:
كيف تختار الجامعة المناسبة في تركيا
-
عدم المعرفة الجيدة بالأماكن والطرق
من الطبيعي أن يشعر الطلاب بالغرابة في أيامهم الأولى فهم لم يعتادوا بعد على الأماكن والطرق التي تحيط بهم، إلا أنه بإمكانهم استخدام تطبيقات من شأنها مساعدتهم في معرفة الطرق وأهم العناوين التي تحتاج الوصول إليها في الحياة الجامعية، مثل (Google Maps، Mobit, Trafi) والتي ستمكنهم من الخروج والعودة إلى مكان سكنهم دون أي مشكلات، حتى يعتادوا على وطنهم الجديد.
-
العنصرية
قد يواجه الطالب في تركيا بعض الأشخاص العنصريين، وبما أنها دولة ديمقراطية فإنه ليس من الصعب تجنب هذه الفئة عبر التواصل مع الطلاب الذين يعتنقون ذات الدين، ونشؤوا على القيم الأخلاقية ذاتها، وهذا سيشعر الطلاب ببعض الأمان ولا سيما إن كانوا من الدول العربية.
-
الانحراف الأخلاقي من صعوبات الدراسة في تركيا
يعتبر الانفتاح الثقافي و التخلي عن القواعد والتعاليم الدينية من سمات الحياة في الخارج، ولذلك يشعر الطلاب وبالأخص العرب منهم بصعوبة في التعامل مع تلك الثقافات، فنجد أن البعض منهم يحاول مقاومة ما يحيط به من المفاسد، و يتجه بكل حواسه لمستقبله ودراسته، بينما ينجرف البعض الآخر نحو تلك الشهوات و يتجاهل كل ما نشأ عليه من قيم وتعاليم دينية.
ولعل أكثر ما يميز الدراسة في تركيا عن باقي الدول الأوروبية، هي أنها تسمح للطالب بممارسة طقوسه الدينية بدون أي معوقات، وذلك لأنها تحتوي نسيجاً من الديانات المختلفة.
بعد أن تعرفنا على أهم صعوبات الدراسة في تركيا وكيفية التغلب عليها، لا بد لنا من تسليط الضوء على ما تتميز به الجامعات التركية، ويجعل العديد من الطلاب الدوليين يتجاهلون الصعوبات التي ذكرناها أعلاه.
تجاوز صعوبات الدراسة وتعرف على مميزاتها
كي لا نخرج عن السياق، ولكن ليس من المنطق أن نتحدث عن صعوبات الدراسة في تركيا دون أن نأتي على ذكر المميزات، حيث تتسم الدراسة في الجامعات التركية سواء الحكومية او الخاصة بمجموعة من المميزات التي تستقطب عشرات الآلاف من الطلاب الدوليين إليها كل عام، إليكم قائمة بأهم هذه الميزات:
- تعتبر الشهادة الجامعية التركية من الشهادات القوية والمعتمدة في جميع أنحاء العالم، وهي تؤمن لصاحبها العديد من فرص العمل في العالم، وذلك نظراً لاعتراف غالبية الدول بها.
- تخصص تركيا مدينة جامعية ملحقة بكل جامعة، وهي مزودة بأحدث الخدمات التي توفر الراحة للطلاب، بالإضافة إلى وجود المكتبات والمختبرات العديدة التي تساعد الطلاب على إجراء مختلف الأبحاث العلمية وإنجاز كافة فروضهم الدراسية.
- المزيج الثقافي والدمج بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية بطريقة رائعة.
- انخفاض تكاليف الدراسة والمعيشة فيها بالمقارنة مع باقي الدول الأوروبية والتي تناسب معظم الطلاب، إلى جانب منحهم بطاقات خصم للمواصلات العامة.
- مواكبة التطور والبحث العلمي بكافة المجالات، وتأمين كافة المستلزمات التي تساعد الطلاب على تطوير أنفسهم، واكتساب العديد من المهارات والخبرات التي يحتاجونها في سوق العمل.
اقرأ أيضاً:
تقرير حول عدد الطلاب الأجانب في تركيا
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا بعد أن ذكرنا لكم أبرز صعوبات الدراسة في تركيا وكيفية التغلب عليها، كما بينا لكم أهم الميزات التي تتسم بها الدراسة في الجامعات التركية الحكومية والخاصة، ولمزيد من المعلومات يمكنكم التواصل معنا في سكاي لاين التعليمية.
