كيف يستثمر الطالب الجامعي وقت فراغه
الوقت هو الكنز الثمين الذي لا يمكن تعويضه، وهو الذي نتسابق معه لنحقق النجاح فإن وصلنا إلى وجهتنا في الوقت المحدد نكون قد حققنا النجاح وإن تأخرنا عن ذلك الوقت نكون قد خسرنا، وأثمن الأوقات التي يجب استغلالها بما هو مفيد هي أوقات الفراغ في سنوات الدراسة الجامعية حيث يتوفر الكثير من الطاقة في الجسد للقيام بأعمال مفيدة ومميزة، إذاً كيف يستثمر الطالب الجامعي وقت فراغه؟ وما الذي يمكن إنجازه في هذه الأوقات؟ هذا ما سنعرفه من خلال هذا المقال، فابقوا معنا.
ماذا تعني إدارة الوقت؟
إدارة الوقت هي التخطيط الفعال والمنظم للسيطرة على الوقت واستغلال القدر الأكبر منه في عمل الأشياء المفيدة والمهام التي تخدم الأهداف والطموحات، فإدارة الوقت تدور حول تحقيق أقصى استفادة منه بتأدية الأنشطة المفيدة التي تتطلب فترة زمنية لتنفيذها وعدم إهمال الوقت وهدره في فعل الأشياء التافهة أو عديمة القيمة، ويُنظر إلى الوقت على أنّه المورد الأهمّ في هذه الحياة واستغلاله بالشكل السليم هو الذي يمكن أن يوفّر باقي الموارد كالمال والعلم والمهارات وغيرها وذلك بالاستثمار الأمثل لهذا الوقت من أجل تحقيق هذه الغايات.
وإدارة الوقت يمكن أن تكون على المستوى الشخصي مثل إدارة الوقت بالنسبة للطالب أو الموظف أو ربّة المنزل أو غيرهم ويمكن أن يكون على المستوى الجماعي والذي تعكسه فرق العمل في الشركات والمعامل التي تحاول تحقيق هدف ما أو إنتاج قدر معين من المنتجات خلال إطار زمني محدد.
كيف يستثمر الطالب الجامعي وقت فراغه
إنّ القيام بالإنجازات وتحقيق الأهداف والطموحات يحتاج إلى عنصرين أساسيين هما الوقت والطاقة وبالنسبة للطلاب الجامعيين فهم أغنى الناس بالطاقة التي يمكن توظيفها للقيام بالأشياء المفيدة وبنفس الوقت لديهم الكثير من الوقت لتوظيف هذه الطاقة من أجل تحقيق أهدافهم وطموحاتهم ويمكن أن يستثمر الطالب الجامعي وقت فراغه بما يأتي:
الدراسة وتعزيز المعرفة
قبل الحديث عن استثمار أوقات الفراغ يجب التطرق إلى استثمار أوقات الدراسة حيثّ إن استثمار وقت الدراسة بالنسبة للطالب بالشكل الأمثل يعطي مساحة كبيرة من أوقات الفراغ للتفرغ للأنشطة الأخرى والقيام بها بالإضافة إلى الرضا والراحة النفسية الناتجة عن إنهاء الواجبات الدراسية والتي تعطي طاقة إضافية للقيام بالأنشطة الإضافية.
حضور الدورات التدريبية
من أهمّ الأمور التي يمكن أن يقوم بها الطالب الجامعي إلى جانب دراسته هي الأنشطة الداعمة للدراسة مثل حضور الدورات التعليمية التي تعمل على زيادة المعرفة واكتساب الخبرات الجديدة ويمكن أن يقوم الطالب بعمل دورات اختصاصية تفيد المجال الذي يدرس به أو أن يقوم بدورات لتعلم اللغات الأجنبية أو دورات الكمبيوتر وغيرها من الدورات المفيدة.
المطالعة وقراءة الكتب
ويمكن أيضاً استثمار أوقات الفراغ بمطالعة الكتب أو مشاهدة الأخبار ومتابعة الصفحات التي تقدم محتوى ثقافي على مواقع التواصل الاجتماعي أو مشاهدة الفيديوهات المفيدة على يوتيوب وغيره.
ممارسة الرياضة
الرياضة حياةٌ لجسم الإنسان ومصدر كبير للطاقة وأداة فعالة لتنشيط الجسم والدماغ ويجب على الإنسان أن يواظب على ممارسة الرياضة في كل فترة من فترات حياته، وبالنسبة للطالب الجامعي يمكنه ارتياد النوادي الرياضية أو ممارسة الرياضة مع الأصدقاء في الملاعب والمسابح أو ممارسة بعض التمارين البسيطة في المنزل.
لعب ألعاب الذكاء
إنّ الألعاب التي تتطلب التفكير هي من أهمّ العوامل التي تساعد على نموّ الدماغ وتطويره وتحفيز الإبداع ومن هذه الألعاب لعبة الشطرنج وهناك أيضًا العديد من الألعاب الإلكترونية التي تحفّز التفكير وتنمّي الإبداع لدى الطالب والتي أصبحت متوفرة على الهاتف المحمول في متناول كل يد.
التطوع في الأنشطة المجتمعية
وأيضاً من الأمور المفيدة التي يمكن للطالب استغلال أوقات فراغه بها هي التطوع مع الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية والفعاليات المجتمعية واستثمار وقت الفراغ في مساعدة الناس بدلاً من إهداره في أمور غير مفيدة.
الترفيه
ولا بدّ لأي طالب من أن يخصص جزء من أوقات فراغه للترفيه وممارسة الأنشطة التي يحبّها مثل الاستماع إلى الموسيقى ومشاهدة الأفلام ولعب ألعاب الفيديو وهذه الأنشطة لها دور كبير في تخفيف الضغط النفسي الناتج عن الدراسة وتقوم بشحن طاقة الإنسان من جديد ولكن بشرط ألّا يزيد وقت هذه الأنشطة كثيراً فيصبح لها تأثير سلبي بدلاً من أن تكون نافعة.
التدرب العملي
وهو مهمّ جداً لطلاب السنوات الأخيرة الذين أصبحوا على دراية واسعة في مجال تخصصهم وخضعوا للدورات التدريبية والتأهيلية اللازمة وأصبح بإمكانهم الالتحاق بالشركات في سوق العمل من أجل التدرب في البيئة العملية وتجربة الحياة المهنية وهذا النشاط مفيد جداً في استغلال أوقات الفراغ للطلاب الجامعيين ويكسبهم الكثير من الخبرات في نفس الوقت.
أهمية استثمار الوقت للطالب الجامعي
الوقت من أهمّ وأثمن الموارد في حياة الإنسان وهو أهمّ بكثير من المال فالوقت يمكن أن يجلب المال ولكنّ المال لا يمكن أن يشتري الوقت، ويجب على كل إنسان وخصوصاً الطالب الجامعي أن يستثمر وقته بما هو مفيد لأن لاستثمار الوقت الكثير من الفوائد التي تعود عليه ومنها:
- توفير الوقت الكافي للدراسة ومتابعة التحصيل العلمي.
- الشعور بالرضا الناتج عن تحقيق الموازنة بين الحياة العلمية والحياة الاجتماعية.
- تنظيم أوقات الدراسة وأوقات ممارسة الأنشطة المختلفة.
- التخلص من المشكلات النفسية التي يسببها ضيق الوقت والضغوط الدراسية من خلال تخصيص بعض الوقت للترفيه والتسلية.
- اكتساب المزيد من المعارف عن طريق المطالعة وحضور الدورات التدريبية.
- تنشيط الجسم وتحسين الصحة من خلال ممارسة التمارين الرياضية في أوقات الفراغ.
- تحقيق النجاح والتفوق في الحياة الدراسية والاجتماعية على حدٍّ سواء وتحسين الشخصية الاجتماعية.
نصائح لاستثمار الوقت للطالب الجامعي
قد يجهل الكثير من الطلاب الجامعيين كيفية تنظيم الوقت واستثماره وترتيب الأولويات في حياتهم ونظراً لأهّمية الوقت في حياة كل إنسان وبشكلٍ خاص في حياة الطالب الجامعي سنعرض لكم فيما يأتي نصائح لاستثمار الوقت للطالب الجامعي:
تحديد الأهداف ووضع الخطط
إنّ الاستثمار الأمثل للوقت يأتي من التخطيط الجيد لما هو قادم، فالطالب الذي قام بتحديد أهدافه ووضع الخطط مع إطار زمني لتنفيذها هو القادر على أن ينجز كل مرحلة من مراحل هذه الخطة لأنه يعرف أين هو في كل خطوة وإلى أين يتجه في الخطوة التي تليها فيسعى إلى تحقيق كل خطوة ضمن الوقت المحدد وبذلك يوفّر الكثير من الوقت والجهد.
تحديد قائمة يومية بالمهام والأعمال
يساعد إعداد هذه القائمة على ترتيب الأعمال والأولويات حيث يتمّ إعداد هذه القائمة بشكل مسبق ثمّ يتم تنفيذها وهي تشمل على أوقات الذهاب إلى الجامعة وأوقات الدراسة وفترات الاستراحة والطعام وأوقات الترفيه والتسلية إضافة إلى أوقات النوم ويمكن إضافة مهام جديدة حسب كل طالب.
عدم إضاعة الوقت بالأمور غير المفيدة
تؤدّي الكثير من الأنشطة إلى إضاعة الوقت بشكل غير مفيد مما يؤثّر على الوقت المخصص للقيام بالأنشطة المفيدة ومن هذه الأنشطة الضارّة هي الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي وقضاء الكثير من الوقت فيها أو إضاعة الوقت على مشاهدة الأفلام أو لعب ألعاب الفيديو فبالرغم من أنّ لهذه الأنشطة بعض الفائدة إلّا أنّ الإكثار منها سيخلف آثاراً كارثية على حياة الطالب.
اقرأ أيضاً:
بهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا عن كيف يستثمر الطالب الجامعي وقت فراغه، وقد ذكرنا فيه الكثير من المعلومات المفيدة للطالب الجامعي بدءاً من تعريف إدارة الوقت وكيفية تحقيق الاستثمار الأمثل للوقت للطالب الجامعي وأهمية استثمار الوقت وقدمنا بعض النصائح لتحقيق أفضل استثمار لوقت الطالب الجامعي، نرجو أن تكونوا قد استمتعتم بقراءة هذا المقال وأن تجدوا فيه الفائدة.