إنّ دراسة الأمن السيبراني في تركيا تخصص مهم من ضمن “أمن المعلومات” وما يختص بتأمين البيانات وحمايتها، وضمان عدم وصولها إلى جهات غير مخولة بالدخول إليها “الهاكرز”، ويتعلق بالشبكات وفهم علم التشفير والهندسة العكسية والكثير من المعلومات والتفاصيل ذات الصلة.
نرافقكم في هذا المقال بجولة مفصلة حول دراسة هذا التخصص في الجامعات التركية، ومزاياه، وأهم الجامعات التي تتيح دراسته، ومعلومات أخرى تهمكم
كيفية دراسة الأمن السيبراني في تركيا
إذا أردت أن تدرس هذا التخصص فيجب أن تبدأ بدراسة بكالوريوس هندسة نظم المعلومات في تركيا لمدة 4 سنوات ،ثم بعد ذلك تنتقل لدراسة ماجستير الأمن السيبراني لمدة سنتين.
يختلف نظام الدراسة بحسب الجامعة ولكنها تتفق في عدة معايير مثل:
- المنهاج النظري
- التطبيقات العملية
- التقنيات التي يتم التدريب عليها
وتتطلب دراسة تخصص من هذا النوع كلاً مما يلي:
- دراسة سنة تحضيرية للغة التركية أو الانكليزية بحسب لغة الدراسة التي تطلبها، كما يمكنك تجاوز هذه الخطوة إذا كنت تملك شهادات معترف بها تثبت اجتيازك دورات لإحدى اللغتين
- اجتياز امتحان القبول الجامعي في الجامعة التي تريد التسجيل بها
- وجود كافة الوثائق المطلوبة للتسجيل
ويمكنك بعد إنهاء دراسة “هندسة نظم المعلومات في تركيا” أن تدرس ماجستير الأمن السيبراني وتتخص به إما في نفس الجامعة أو في جامعة أخرى، كما لو كانت لديك شهادة بكالوريوس في هذه الهندسة يمكنك معادلتها في تركيا وتسجيل الماجستير في إحدى الجامعات التركية.
اطلع أيضاً على :
أفضل الجامعات التركية لدراسة الأمن السيبراني
إنّ أفضل الجامعات في تركيا التي يمكنك من خلالها دراسة تخصص الأمن السيبراني وفق أحدث الأنظمة والمناهج التدريبية وفي بيئة مساعدة جداً على التطوير وفهم كافة التفاصيل الخاصة بهذا الاختصاص، هي الجامعات التالية:
- بهتشة شهير
- اسكودار
- أنطاليا بيليم
ولا يزال هذا التخصص محصوراً بالجامعات الخاصة في تركيا إذ لا توجد جامعات حكومية تتيح تدريسه باستثناء “جامعة الفرات الحكومية” التي بدأت مؤخراً بتدريسه.
ومما يذكر في هذا الجانب أنّ أول جامعة تركية أدخلت إلى صفوفها الدراسية ماجستير الأمن السيبراني في تركيا هي جامعة بهتشة شهير التي تعد من أرقى الجامعات وأكثرها اهتماماً بإعداد جيل متمكن ومتدرب على مختلف التقنيات العلمية وتطبيقاتها.
وقد أثبتت هذه الجامعة إلى جانب غيرها من الجامعات التركية الراقية براعة واضحة في تدريس هذا التخصص والاهتمام بكافة التفاصيل الخاصة به، والتي تساعد على التدريب المباشر على أمن المعلومات وحمايتها، والتعامل مع علوم التشفير باحترافية.
مميزات دراسة أمن المعلومات
إنّ الهجمات والانتهاكات الإلكترونية لها طبيعة متطورة وذات تعقيد كبير، وليس هناك من طريقة معينة تقي من هذه الهجمات والاختراقات؛ لذلك اتخذت المؤسسات سبلًا تخفف من خلالها الانتهاكات التي تصيب بياناتها وأعمالها، وذلك من خلال خطة عملية تتكون من مميزات خمس أساسية، لتكون عملية الحماية عملية فعّالة، سنذكرها فيما يأتي:
إطار عمل فعال
أن الميّزة الأولى هي الخطوة الأولى في أيّة خطّة أمنية هي إطارها الخارجيّ الذي لا بدّ أن يكون فعّالًا وملائمًا، ويعد الإطار الخاصّ بالأمن السيبرانيّ هو حجر الزاوية أو الحجر الأساس في أي برنامج يعمل على إدارة الخاطر، كما أنّه قد صُمم ليسهم في إدارة السلامة والسريّة، والبنيات التحية وتوفّر البيانات، وبغضّ النظر عن الإطار العام للعمل التي تختاره أيٍّ من المؤسسات لتدير برنامج الأمن السيبرانيّ الذي يخصّها، فلا بدّ من التنسيق والضبط الذي يناسب طبيعة بيانات هذه المؤسسة وحجمها.
تغطية كافة التهديدات
الميّزة الثانية التي لا تقلّ أهمية عن سابقتها في برنامج الأمن السيبرانيّ هي التغطية التامّة لكلّ التهديدات والمخاطر، ولكي يثبت هذا البرنامج فعاليته لا بدّ يكون شاملًا، فيعمل على معالجة العناصر المهمّة والأساسية جميعها، وهو من الحاجات الضرورية لحماية المؤسسة.
تقييم المخاطر والتهديدات
بعد تغطية المخاطر والتهديدات لا بدّ من تقييّمها، حيث يعمل برنامج الأمن السيبرانيّ على مراقبة كلّ الاحتمالات التي من الممكن أن تحدث، وراقب أيضًا كلّ الأضرار التي من الممكن أن تتسبب بها التهديدات والهجمات الإلكترونية؛ وذلك في محاولة لتقييم هذه المخاطر وإيجاد الحلول المناسبة لها، والتصدي لها فور حدوثها.
التخطيط المسبق لمعالجة التهديدات
سابقًا كان بداية صناعة وإعداد الأمن السيبرانيّ تستهدف منع الهجمات الإلكترونية، أمّا في الوقت الحاضر فمنع هذه الهجمات لا زال ضروريًا ، ولكن لم يعد التركيز عليها فقط، بل أصبح الاستعداد لما هو أسوأ وأشدّ، فالاستعداد مهمّ بقدر ما هو منع الاختراق مهمّ أيضًا، لذلك كان من الأهمية بمكان أن تُعدّ خطة متكاملة وشاملة تسبق التهديدات وما يمكن من أن يصدر من تحديثاتها بشكل منتظم، فهذا أول ما يقوم به الأمن السيبرانيّ، فور وقوع حادث طارئ، تستطيع المؤسسة أن تتبع خطة الاستجابة التي قامت بتطويرها لتخرج من هذه المشكلة.
امتلاك مصادر فعالة
وهي الميزة النهائية والحاسمة التي اختصّ بها الأمن السيبرانيّ بكلّ أنواعه، وهي ان توجد موارد مخصصة تكفي لهذا العمل، وخاصّة ما يتعلّق بتأمين فريقة أمن سيبرانيّ يكون متخصصًا، ولكن كثيرًا من المنظمات لم تعطي هذه الضرورة اهتمامًا كافيًا، وغلب أن تتجاهل تعيين فريق متخصص يتألف من أفراد لكنّ منهم دوره الخاصّ، ومعظم تلك الشركات ركزت اهتمامها على فرق المعلومات التقنية بشكل أساسيّ، وذلك من أجل أن تحافظ على تشغيل النظام، وفي ذلك ترتيب منطقيّ للأولويات، ولكن يجب أن يتم تعيين قائدًا لفريق الأمن السيبرانيّ، ويكون من المتمرسين في أمن المعلومات والتكنولوجيا.
اقرأ أيضاً :
تحديات الأمن السيبراني محلياً وعالمياً
لقد شهدت الفترة الأخيرة الكثير من التحديات للأمن السيبراني أكثر من أي فترة مضت، فمن بداية انتشار وباء كوفيد 19 شهد مكتب التحقيقات الفيدرالي زيادة في حجم القضايا الخاصة بالأمن السيبراني بصورة جلية، وتعد هذه التحديات من أبرز أنواع الجرائم الإلكترونية، وهي كالآتي:
1- مشكلات الهندسة الاجتماعية:
ثلث التحديات الخاصة بالأمن السيبراني في العام 2020 م كانت تختص بهذا المجال، وما يقارب 90 ٪ منها يتعلق بعمليات التصيد والاحتيال والتي يعد من أبرزها رسائل البريد الالكتروني والمقايضة والخداع وغيرها.
كما تعد سرقة مجرمي النت حوالي 2.3 مليون دولار أمريكي من مدرسة في ولاية تكساس عام 2020 م من أشهر هذه الحوادث.
2- برامج الفدية:
تعرف هذه البرامج بأنها خاصة بتشفير البيانات الأساسية، وقد وصل المبلغ الإجمالي لطلبات الفدية إلى حوالي 1.4 مليار دولار أمريكي عام 2020 م، ويتم اختراق هذه البيانات لكي تستخدم في طلب المال في العديد من الحالات الخاصة بهذا النوع.
أما في الحديث عن أشهر الحوادث التي تتعلق بهذا النوع فهي ماحدث عام 2020، حين تم اختراق معلومات وبيانات خاصة بأبحاث وباء فايروس كورونا من ولاية كاليفورنيا، وذلك لقاء مبلغ يقارب 1.14 مليون دولار أمريكي.
3- هجمات الحرمان من الخدمات
تم تسجيل 4.83 مليون من هجمات الحرمان من الخدمات في النصف الأول من العام 2020 م، حيث تم تعطيل الخدمات التي تقدمها مؤسسة ما، وهو ما قد سبب أضراراً تقدر ب 100 ألف دولار كحد أوسط للساعة الواحدة.
4- برامج الطرف الثالث
يرتبط العديد من تجار التجزئة في مجال التجارة الإلكترونية بطرف ثالث يقوم بتسهيل العديد من العمليات عليهم، يسهل عليهم العديد من العمليات، ويمتلك 23 % من هذه الأطراف الثالثة نقطة ضعف واحدة على الأقل، بحيث إذا تم اختراق أي من المنتجات، فإن هذا الاختراق يفتح هذا الباب لمتسللين آخرين كي يقوموا باختراق منتجات أخرى، وتبلغ تكلفة الاختراق الناجم عن برامج الطرف الثالث ما يقارب 4.29 مليون دولار أمريكي.
5- ضعف أمان الحوسبة السحابية
تفيد التوقعات بأن سوق الحوسبة السحابية العالمي قد ينمو في عام 2021 م بنسبة 17 %، وذلك بمبلغ إجمالي يمكن أن يصل إلى 227.8 مليار دولار، وعلى الرغم من استمرار ظروف الوباء، إلا أن الاقتصاد قد شهد زيادة بنسبة 50 % في مجال استخدام السحابة بمختلف الصناعات، وهذا ما يجعلها من الأشياء المغرية بالنسبة للمخترقين.
في الربع الثاني من عام 2020 نفذ المخترقون 7.5 مليون هجمة خارجية على الحسابات السحابية، وحاولوا ويحاول البحث عن خوادم سحابية بدون كلمة مرور، واستغلال الأنظمة التي تحتوي على مشكلات، أو الوصول إلى حسابات المستخدمين بالقوة، بينما يحاول بعضهم الآخر زرع فيروسات أو سرقة البيانات الحساسة وغيرها.
ماجستير الأمن السيبراني في تركيا
يستطيع الطالب من خلال هذا البرنامج الدمج بين التكنلوجيا والاعمال والسياسة فتمنحه ثورة كاملة عن الطرق التي يتم فيها جمع المعلومات وتخزينها ونقلها وحمايتها،
حيث ان تعتبر هذه الرؤية ضرورية لكل شخص مهتم ببناء نظرة متعمقة وتطوير معرفة متخصصة وفهم نقدي للجوانب الرئيسية للأمن السيبراني وإدارة البيانات،
بالإضافة الى ان هذا البرنامج يقدم للطلاب المهارات والانشطة اللازمة للإدارة ولتحليل اصول بيانات المؤسسة وتدابير الأمان، معايراً للمبادئ والممارسات وتقنيات حوكمة البيانات.
أهم الوظائف لخريجي أمن المعلومات “الأمن السيبراني”
نظراً لأهمية مجال الأمن السيبراني في تركيا من أجل ضمان حماية الأنظمة الرقمية للشركات، فإن الحاجة للمتخصصين في هذا المجال تزداد يوماً بعد يوم، كما ويتم الدفع لهم في مقابل ذلك مرتبات عالية.
وقد أسّست المنظمات العالمية مراكزاً للعمليات الأمنية (SOCs)، وأعدّت أيضاً فرق أمن متخصصة في تكنولوجيا المعلومات بهدف مراقبة الحوادث الأمنية العالمية والتعامل معها.
هذا ومن المتوقع أن يشهد المستقبل القريب زيادة في الطلب على المختصين في تحليل أمن المعلومات والأَمن السيبراني بنسبة 32% في السنوات الست القادمة بحسب ما أشار إليه الموقع الرسمي لمكتب إحصاءات العمَل في الولايات المتحدة الأمريكية، كما ويعتبر هذا المعدل أسرع من متوسط توقعات نمو أي مهنة أخرى، ويبلغ متوسط رواتبها السنوية ما يقارب 99,730 دولاراً أميركياً.
وبحسب CyberSeek فإن أكثر وظائف متخصصي الأمن السيبراني شيوعاً هي:
- محلل الأمن السيبراني.
- مستشار الأمن السيبراني.
- مسؤول الأمن السيبراني.
- مطور برامج
- مهندس نظم.
- مهندس شبكات.
- مهندس معماري.
- محلل نقاط الضعف.
- اختبار الاختراق.
- أخصائي/ فنّي الأمن السيبراني.
- محلل الحوادث.
